نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 169
سامحت وأغضت ، وليس
يعني هاهنا بالسخاء إلّا هذا ، لا السخاء الحقيقي ، لأنّه عليهالسلام
وأهله لم يسمحوا بفدك إلّا غصباً وقسراً ، ثم قال عليهالسلام
: «
ونعم الحكم الله » الحكم : الحاكم ، وهذا الكلام كلام
شاكٍ متظلّم [١].
ويدلّ علىٰ ذلك أيضاً كلامه عليهالسلام وهو ينفض غبار قبرها
عليهاالسلام
كالمناجي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
وستنبئك ابنتك بتضافر أُمّتك علىٰ هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ، ولم يخلُ منك الذكر »[٢].
ولو كان أبو بكر قد استولىٰ
علىٰ فدك عن حسن نية أو علىٰ اشتباه عرض له ، لكانت فاطمة عليهاالسلام
قد أقنعته بالحجة والدليل ، ولما غضبت عليه وقاطعته حتىٰ لقيت ربها ، وأوصت
أن لا يحضر جنازتها ولا يصلي عليها ، وفي هذا دليل واضح علىٰ اعتقاد بضعة
المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم
واعتقاد عليّ المرتضىٰ عليهالسلام
بأنّهم لم يشتبهوا بفدك قطّ ، وإنّما سوّلت لهم أنفسهم أمراً ، والله المستعان علىٰ ما يصفون.
أخيراً إنّ فاطمة عليهاالسلام لو أتت بقسامة من
الشهود لردّ دعواها وعارضها بعشرات الشهود ، كما عارض شهادة علي عليهالسلام
وأُمّ أيمن بشهادة عمر وعبدالرحمن بن عوف ، وعارض دعواها بالارث بحديث ( لا
نورث ) وأشهد عليه عمر بن الخطاب وأوس بن الحدثان وعائشة وحفصة [٣] ، ذلك لأنّ السلطة كانت مصرّة علىٰ انتزاع كامل حقوق عترة المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم