نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 84
١ ـ وفد على الإمام أبي جعفر عليهالسلام بعض المتضلّعين في علم الفلسفة والكلام
فقدّم له السؤال التالي :
( أخبرني عن الربّ تبارك وتعالى ، له
أسماء وصفات في كتابه؟ فأسماؤه وصفاته هي هو ).
وحلّل الإمام عليهالسلام سؤاله إلى وجهين ، كما حلّل الوجه
الثاني منهما إلى وجهين ، وقد صحّح بعض تلك الوجوه ، وأبطل البعض الآخر منها
لأنّها تتنافى مع واقع التوحيد قال عليهالسلام
:
( إنّ لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول
: هو هي ، أي إنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك.
وإن كنت تقول : لم تزل هذه الصفات
والأسماء ( فإن لم تزل ) يحتمل معنيين : فإن قلت : لم تزل عنده في علمه ، وهو
مستحقّها فنعم وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها : وهجاؤها ، وتقطيع حروفها ، فمعاذ
الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ، ولا خلق ، ثمّ خلقها وسيلة بينه وبين
خلقه يتضرّعون بها إليه ، ويعبدونه ، وهي ذكره ، وكان الله ولا ذكر ، والذكور
بالذكر هو الله القديم ، الذي لم يزل والأسماء والصفات مخلوقات المعاني ، والمعنى
بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف ، إنّما يختلف ويأتلف المتجزي ،
فلا يقال : الله مؤتلف ، ولا الله كثير ، ولا قليل ، ولكنّه القديم في ذاته لأنّ
ما سوى الواحد متجزئ والله واحد لا يتجزّى ، ولا متوهّم بالقلّة والكثرة وكلّ
متجزّي متوهّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالّ على خالق له ، فقولك : إنّ الله
قدير خبرت انّه لا يعجزه شيء ، فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت العجز سواه ، وكذلك
قولك : عالم إنّما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه. فإذا أفنى الله الأشياء
أفنى الصور والهجاء ، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالماً ).
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 84