نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 81
منهم لذّتك ، فلا
تقطعن ذلك منهم ، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من
طلاقة الوجه ، وحلاوة اللسان [١].
لقد درس الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام نفسية المجتمع ، ووقف على دخائل النفوس
وميولها واتّجاهاتها ، وأعطى صوراً حيّة عن جميع المناحي الاجتماعية ، والتي منها
الصداقة بين الناس ، فقد حلّلها تحليلاً واقعياً بما لا يختلف على امتداد التاريخ
وفي مختلف العصور.
رواياته عن الإمام الصادق :
وروى عن الإمام الصادق حديثاً جاء فيه
أنّ رجلاً سأل أباه عن مسائل فكان ممّا أجابه به ، أن قال : قل لهم : هل كان فيما
أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من علم الله اختلاف؟ فإن قالوا : لا فقل لهم : فمن حكم بحكم فيه اختلاف فهل خالف
رسول الله؟ فيقولون : نعم ، فإن قالوا : لا فقد نقضوا أوّل كلامهم ، فقل لهم : ما
يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم ، فإن قالوا : مَن الراسخون في العلم؟
فقل : مَن لا يختلف في عمله ، فإن قالوا : مَن ذاك؟ فقل : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صاحب ذاك .. إلى أن قال : وإن كان رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يستخلف
أحداً فقد ضيّع مَن في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده ، قال : وما يكفيهم القرآن؟
قال : بلى لو وجدوا له مفسّراً ، قال : وما فسّره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ قال : بلى قد فسّره لرجل واحد ،
وفسّر للأمّة شأن ذلك الرجل ، وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
، إلى أن قال : والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بحكم ليس فيه
اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجل ، ومن حكم بحكم فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد
حكم بحكم الطاغوت .. [٢].