responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 51

فاغتسل لصلاة العيد ، وتعمّم بعمامة بيضاء ألقى طرفاً منها على صدره ، وطرفاً منها بين كتفيه ، وأمر مواليه أن يفعلوا مثل ذلك ، وخرج عليه‌السلام حافياً وبيده عكّاز وكان لا يسير خطوة إلاّ رفع رأسه فكبّر ، وقد تخيّل إلى الناس أنّ الهواء وحيطان البيوت تجاوبه.

وكان القوّاد وسائر الناس قد تزيّنوا ولبسوا السلاح وتهيّأوا بأحسن هيئة كما كانوا يفعلون مع ملوكهم ، وواصل الإمام مسيرته بتلك الهيئة التي تعنو لها الجباة ، وقد رفع صوته قائلاً :

( الله أكبر ، الله أكبر على ما هدانا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، والحمد لله على ما أبلانا .. ).

ورفع الناس أصواتهم يدعون بدعائه ، وهم يبكون ، وقد تذكّروا في الإمام ما كان يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبان لهم ضلال أولئك الحكّام وأنّهم على غير الحق ، وصارت مرو ضجّة واحدة ، وسقط القوّاد من دوابهم ويقول بعض المؤرخين أن السعيد منهم من كان يعرف أحداً فيعطيه دابته ليوصلها إلى أهله.

وكان الإمام إذا سار عشر خطوات وقف فكبّر الله أربعاً ، وتابعه الناس في ذلك ، وقد علا منهم البكاء فقد رأوا في الإمام امتداداً ذاتياً لشخصيّة جدّه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المحرّر الأكبر للإنسانية المعذّبة ، وقد وصف البحري خروج الإمام إلى الصلاة بقوله :

ذكروا بطلعتك النبي فهلّلواّ

لماطلعت من الصفوف وكبّروا

حتى انتهيت إلى المصلى لابساً

نور الهدى يبدو عليك فيظهر

ومشيت مشية خاشع متواضع

لله لا يزهو ولا يتكبّر

ولو أنّ مشتاقاً تكلّف غير ما

في وسعه لمشى إليك المنبر [١]


[١] مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ص ٣٧٢.

نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست