نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 111
( قد وصل الحساب تقبّل الله منك ، ورضي
عنهم ، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ، وقد بعثت لك من الدنانير بكذا ، ومن الكسوة
بكذا ، فبارك الله فيك ، وفي جميع نِعم الله إليك ، وقد كتبت إلى النصر أمرته أن
ينتهي عنك ، وعن التعرّض لك ، ولخلافك ، وأعلمته بوضعك عندي وكتبت إلى أيّوب أمرته
بذلك أيضاً ، وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك ، والمصير إلى أمرك ،
وأن لا وكيل سواك .. ) [١].
وأعربت هذه الرسالة عن مزيد ثقة الإمام عليهالسلام بوكيله إبراهيم ، ودعمه الكامل له فقد
اتّصل بالمناوئين له وأمرهم بطاعته ، والمصير إلى أمره ، وتقوية مركزه .. وبهذا
ينتهي بنا الحديث عن بعض رسائله.
التوبة :
وفتح الله باب التوبة لعباده ، ودعاهم
إلى طهارة نفوسهم ، وإنقاذهم ممّا اقترفوه من عظيم الجرائم والذنوب ، وقد روى أحمد
بن عيسى في نوادره عن أبيه أنّ رجلاً أربى دهراً [٢] ، فخرج قاصداً أبا جعفر الجواد عليهالسلام ، وعرض عليه ما ارتكبه من عظيم الإثم
فقال عليهالسلام له :
( مخرجك من كتاب الله ، يقول الله : (فَمَن جَاءَهُ مَوْعظَةٌ من ربِّه فانتهى
فَلَهُ مَا سَلَفَ )
والموعظة هي التوبة ، فجهله بتحريمه ، ثمّ معرفته به ، فما مضى فحلال وما بقي
فليستحفظ .. ) [٣].
أمّا الأموال الربوية التي أخذها ـ بغير
حقّ ـ فيجب عليه أن يردّها إلى أربابها