responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 239

وقتل معه سبعة آلاف رجل كلهم طالبون بدم الحسين [١].

أليس ما قام به المختار من أخذ الثار ، مكرمة تدعو الى السكوت عنه ، على الأقلّ؟!

ولقد ذكّر الإمام الباقر عليه‌السلام بمثل هذا في حديثه عن المختار لمّا دخل عليه أبو الحكم ابن المختار ، فتناول يد الإمام ليقبّلها فمنعه ، ثم قال له : اصلحك الله ، إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا ، والقول ـ والله ـ قولك! ... ولا تأمرني بشيء إلاّ قبلته.

فقال الإمام : سبحان الله! أخبرني أبي ـ والله ـ أن مهر أمي كان مما بعث به المختار.

أوَلم يبن دورنا ، وقتل قتلتنا ، وطلب بدمائنا ، فرحمه الله.

وأخبرني ـ والله ـ أبي : أنّه كان ليسمر عند فاطمة بنت عليّ يمهّدها الفراش ويثني لها الوسائد ، ومنها أصاب الحديث.

رحم الله أباك ، رحم الله أباك ، ما أصاب لنا حقّا عند أحد إلاّ طلبه ... [٢]

وعلى حدّ قول ابن عباس ـ لما طُلِبَ منه سبّ المختار ـ : ذاك رجل قَتَلَ قتلتنا ، وطلب ثأرنا وشفى غليل صدورنا ، وليس جزاؤه منّا الشتم والشماتة [٣].

إن خروج الإمام زين العابدين عليه‌السلام من أزمة الحركات المعارضة للدولة ، على أختلاف مواقفها تجاه الإمام ، من موالية ، ومحايدة ، ومعادية ، وبالشكل الذي لا يترك أثرا سلبيّا عليه ، ولا يحمّله مسؤولية ، ولا تستفيد الأطراف المتنازعة من موقعه كإمام ، وككبير أهل البيت عليه‌السلام ، ولا تتضرّر أهدافه وخططه التي رسمها لإحياء الدين.

إن الخروج من مثل هذا المأزق ، وبهذه الصورة ، عمل جبّار لابدّ أن يعدّ من أخطر مواقف الإمام السياسيّة ، ويستحق دراسة معمّقة لمعرفة أسسه ، وأبعاده.

وبعد :

إنّ ما بذله الإمام السجّاد عليه‌السلام من جهود وجهاد في سبيل الله ، وما قام به من


[١] مروج الذهب ( ٣ : ١٠٧ ).

[٢] رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال ) ( ص ١٢٦ ) رقم (١٩٩).

[٣] الكامل في التاريخ لابن الأثير ( ٤ : ٢٧٨ ).

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست