responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 237

وقام أهل البيت كافة بإظهار الفرح ، وترك الحداد والحزن ، ممّا يدلّ على تعاطفهم ـ عمليا ، وعلنيّا ـ مع المختار وحركته.

ولو نظرنا الى هذا العمل ، نجده لا يثير من الأمويين كثيرا من الشكوك تجاه الإمام ، إذ من الطبيعي أن يفرح الموتور بقتل ظالمه ، ويدعو لمن قتله وانتقم منه وثأر لدماء الشهداء!

خصوصا ، أذا اقترن مع رفض الإمام عليه‌السلام لقبول هدايا المختار المادّية [١].

فإنّ ذلك يدلّ بوضوح على أن الإمام عليه‌السلام لا يريد التورّط سياسيّا مع حركة بعيدة عنه جغرافيا ، ولم تلتق مع أهدافه البعيدة المدى حضاريا وتاريخيا.

ولا تعدو أن تكون فوزا أو بروزا مقطعيّا فقط.

وأمّا ما ورد عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام من أحاديث في ذمّ المختار أو لعنه :

فالذي يوجّهه أن الحكّام الظلمة ـ عامّة ـ وبني أمية ـ خاصّة ـ استعملوا أساليب التزوير والاتهامات الباطلة ضدّ معارضيهم بغرض إسقاط المعارضة في نظر العامة.

وقد استهدفوا شخص المختار وأصحابه باشكال من الاتهامات التي تعبر على أذهان العوام ، مثل السحر والشعوذة ، كما اتّهموه بدعوى النبوّة ، والالوهية ، وما اشبه ذلك من الخرافات ، سعيا في إبطال مفعول حركته ، وإبعاد الناس عنه ، والتشويش على نداءاته وشعاراته بالطلب بثارات الحسين عليه‌السلام وتأسفه على قتله ، وإعلانه عن هويّة القاتلين ، وحمايته لبني هاشم من الأذى.

ولقد تواترت أخبار البلاطيّين ، واتّهمامهم إيّاه على طريقة « إكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدّقك الناس » وقد ملئت الصحف والكتب والأخبار بتلك الأكاذيب ، حتى صدّقها الناس فعلا!!

وأذا كان المختار بتلك المنزلة التي أبداها الحكّام والنقلة والرواة والمؤرّخون ، وكان من أخبارهم الموحشة عنه ماملأ مسامع الناس وأفكارهم : أنّه ساحر ، كذّاب على الله ورسوله ، مدّع للنبوّة ، وما الى ذلك من الترّهات والأكاذيب.

إذا كان المختار عند العامة بهذه المنزلة ، فهل يجوز للإمام عليه‌السلام أن يدافع ـ علنا ـ عن

__________________

(١) مروج الذهب ( ٣ : ٨٣ ) ورجال الكشي ( ص ١٢٦ ) رقم (٢٠٠).

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست