responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 56

فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ‌[1].

و كذلك كان صلوات اللّه عليه سالكا طريق شيخه و والده، بانيا في مكارم الأخلاق على قواعده، ساعيا فيما فيه الصلاح لامّة جدّه، ناصرا مظلومهم بجهده و جدّه، كالطود الشامخ على المتكبّرين، و كالماء الرائق للمؤمنين، لا يخضع إذا قلّ ناصره، و لا يضرع إذا غلب قاهره، كما قال الأوّل:

لا يخرج القرمني غير ما بيه‌

و لا ألين لمن لا يبتغي ليني‌

و كذلك كان أخوه سيّد الشهداء، و خامس أصحاب الكساء، لا يقذع صفاته، و لا يكدر صفاءه، ذا أنف حمي و طبع أبي، لمّا كان مجده أرفع من السماك الأعزل و أعلى، رأى القتل في العزّ حياة و الحياة في الذلّ قتلا، صلّى اللّه عليهما و على جدّهما و أبيهما و امّهما.

[أنّ يزيد بن معاوية رأى زوجة عبد اللّه بن عامر بن كريز فهام بها و أراد الزواج بها، غير انّها أرادت الزواج من الحسن عليه السلام‌]

روي أنّ يزيد بن معاوية عليه و على أبيه و على المعتقد إسلامهما و الشاكّ في كفرهما لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين رأى زوجة عبد اللّه بن عامر بن كريز، و هي أمّ خالد بنت أبي جندل بن سهيل بن عمرو، و كانت من الجمال و الحسن في الغاية القصوى، فهام بها حتى امتنع من الطعام و الشراب، و آلى أمره إلى ملازمة الفراش من شدّة السقم و الشغف بها، فعاده أبوه لعنه اللّه، فشكا ذلك إليه و أعلمه بسبب علّته، و كان الرجل منزله المدينة، فأرسل معاوية إلى عامله عليها أن أرسل إليّ بعبد اللّه بن عامر موقّرا معظّما له، قائما بجميع ما يحتاج إليه في سفره، و فيما فيه صلاح أهله.

فلمّا وصل عبد اللّه إلى معاوية أراه من التعظيم و التبجيل ما لا مزيد عليه،


[1] سورة المائدة: 54.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست