و علمنا أنّ أبي من أنصار[1]
الدين الّذي خرجت عنه، و أعداء الدين الّذي دخلت فيه و صرت إليه، و السلام.
فلمّا قرأ معاوية كتابه
أغاظه فأراد إجابته، فقال له عمرو: مهلا، إن كاتبته أجابك بأشأم[2] من هذا، و إن تركته دخل فيما دخل فيه
الناس، فأمسك عنه.
[إبرام الصلح بين
الامام الحسن عليه السلام و معاوية]
قال: و جعل أهل العراق
يستأمنون إلى معاوية و يدخلون عليه قبيلة بعد قبيلة، فازدادت بصيرة الحسن عليه
السلام بنيّاتهم، فكتب معاوية بالصلح إليه و أنفذ بكتب أصحابه على يد عبد اللّه بن
عامر و عبد الرحمن بن سمرة فدعواه إلى الصلح، و زهّداه في الأمر، و أعطياه ما شرط
له معاوية، و ألّا يتبع أحد بما مضى، و لا ينال أحد من شيعة عليّ بمكروه، و لا
يذكر عليّ إلّا بخير، و أشياء اشترطها، فأجابهما الحسن عليه السلام إلى ذلك و
انصرف قيس بمن معه إلى الكوفة، و انصرف الحسن إليها أيضا، و أقبل معاوية قاصدا
الكوفة، و أقبل إلى الحسن وجوه الشيعة و أكابر أصحاب أمير المؤمنين يلومونه و
يتباكون عليه جزعا ممّا فعل[3].
و إنّما أجاب عليه
السلام إلى ذلك لأنّه علم أنّ أكثر عسكره منافقون
[1] في المقاتل: و قد علمت و علم الناس أنّي و أبي
من أنصار.