لا و اللّه لا تلقاني
أبدا إلّا و بيني و بينك الرمح.
فكتب إليه معاوية:
إنّما أنت يهودي بن
يهودي، تشقى نفسك و تقتلها فيما ليس لك، فإن ظهر أحبّ الفريقين إليك فبدّلك و
عزلك، و إن ظهر أبغضهما إليك نكل بك، و قد كان أبوك أوتر غير قوسه، و رمى غير
غرضه، فأكثر الحز و أخطأ المفصل[2]، فخذله قومه
و أدركه يومه، فمات بحوران طريدا غريبا، و السلام.
فكتب إليه قيس:
أمّا بعد:
فإنّما أنت وثن من هذه
الأوثان، دخلت في الاسلام كرها، و أقمت عليه فرقا، و خرجت منه طوعا، و لم يجعل
اللّه لك فيه نصيبا، لم تقدم إسلامك، و لم تحدث نفاقك، و لم تزل حربا للّه و
لرسوله، و حزبا من أحزاب المشركين، فأنت عدوّ اللّه و عدوّ رسوله و المؤمنين من
عباده، و ذكرت أبي، و لعمري ما أوتر إلّا قوسه، و لا رمى إلّا غرضه، فشغب عليه من
لا يشقّ غباره، و لا يبلغ كعبه، و كان أمرا مرغوبا عنه، مزهودا فيه، و زعمت أنّي
يهوديّ [بن يهوديّ][3] و قد علمت