ثمّ أصبحنا ذات يوم و إذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، و
ورقها ذابل يقطر دما كماء اللحم، فقلنا: قد حدث أمر عظيم، فبينا نحن كذلك فزعين
مهمومين نتوقّع الداهية، فلمّا أظلم الليل سمعنا بكاء و عويلا من تحتها، و غلبة
شديدة و رجّة، و سمعنا صوت باكية تقول:
يا ابن النبيّ و يا ابن الوصيّ
بقيّة ساداتنا الأكرمينا
ثمّ كثرت الرنّات و
الأصوات، فلم يفهم كثيرا ممّا كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك نعي الحسين عليه
السلام، و يبست الشجرة و جفّت، و كسرتها الريح و الأمطار بعد ذلك، فذهبت و اندرس
أثرها.
[أبيات لدعبل الخزاعي]
قال عبد اللّه بن محمد
الأنصاري: لقيت دعبل بن عليّ الخزاعي بمدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله فحدّثته
بهذا الحديث فلم ينكره، و قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن امّه سعدى[1] بنت مالك
الخزاعيّة أنّها أدركت تلك الشجرة، و أكلت من ثمرها على عهد عليّ بن أبي طالب عليه
السلام، و أنّها سمعت تلك الليلة الجنّ فحفظت من جنّيّة منهنّ: