نفسه بسيفه و ليس أحد يقدم عليه، ثمّ تكاثروا عليه من كلّ
ناحية حتّى أخذوه.
[إحضار جندب بن عبد
اللّه و عبد اللّه بن عفيف الأزديان عند ابن زياد لعنه اللّه]
فقال جندب بن عبد اللّه
الأزدي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
إنّا للّه و إنّا إليه
راجعون، أخذ و اللّه عبد اللّه بن عفيف، فقبّح العيش[1] من بعده، و قام ثمّ
قاتل من دونه فاخذ أيضا، و انطلق بهما إلى ابن زياد لعنه اللّه و عبد اللّه يقول:
فلمّا ادخلا على ابن
زياد قال لعبد اللّه: الحمد للّه الّذي أخزاك.
قال عبد اللّه: و بما
أخزاني، يا عدوّ اللّه؟
و اللّه لو يكشف لي عن بصري
ضاق عليكم موردي و مصدري
فقال له ابن زياد: يا
عدوّ نفسه، ما تقول في عثمان؟
فقال: يا ابن مرجانة، و
يا ابن سميّة الزانية[3]، ما أنت و
عثمان أساء أم أحسن، أصلح أم أفسد؟ و اللّه تعالى وليّ خلقه، يقضي بينهم و بين
عثمان بالعدل، و لكن سلني عنك، و عن أبيك، و عن يزيد و أبيه.
فقال ابن زياد: لا أسألك
عن شيء إلّا أن تذوق الموت.
فقال ابن عفيف: الحمد
للّه ربّ العالمين، أما إنّي كنت أسأل ربّي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك مرجانة،
و سألته أن يجعل ذلك على يد ألعن خلق
[1] في المقتل: أخذوا و اللّه ... فقبّح اللّه
العيش.