من عبد اللّه الحسن بن
أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان.
سلام عليك، فإنّي أحمد
اللّه الّذي لا إله إلّا هو.
أمّا بعد:
فإنّ اللّه تعالى بعث
محمدا صلّى اللّه عليه و آله رحمة للعالمين، و منّة على المؤمنين، و كافّة إلى
الناس أجمعين، لينذر من كان حيّا، و يحقّ القول على الكافرين، فبلّغ رسالات اللّه
و أقام على أمر اللّه حتى توفّاه اللّه و هو غير مقصّر و لا و ان حتّى[3] أظهر اللّه
به الحقّ، و محق به الشرك، و نصر به المؤمنين، و أعزّ به العرب، و شرّف به قريشا
خاصّة، فقال سبحانه: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ[4] فلمّا توفّي
صلّى اللّه عليه و آله تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته و اسرته و
أولياؤه فلا يحلّ لكم أن تنازعونا سلطان محمد في الناس