ثمّ أذن ابن سعد بالرحيل
إلى الكوفة، و حمل بنات الحسين و أخواته و عليّ بن الحسين و ذراريهم، فاخرجوا
حافيات حاسرات مسلّبات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلّة، فقلن: بحقّ اللّه ما
نروح معكم و لو قتلتمونا إلّا ما مررتم بنا على مصرع الحسين، فأمر ابن سعد لعنه
اللّه ليمرّوا بهم من المقتل حتى رأين إخوانهنّ، و أبناءهنّ، و ودّعنهم، فذهبوا
بهنّ إلى المعركة، فلمّا نظر النسوة إلى القتلى صحن و ضربن وجوههنّ.
قال: فو اللّه ما أنسى
زينب بنت عليّ و هي تندب الحسين و تنادي بصوت حزين: يا محمداه، صلّى عليك مليك
السماء، هذا حسين مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، و بناتك سبايا، إلى اللّه
المشتكى، و إلى محمد المصطفى، و إلى عليّ المرتضى، و إلى حمزة سيّد الشهداء.
وا محمداه هذا حسين
بالعراء، تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، يا حزناه وا كرباه، اليوم مات جدّي
رسول اللّه، يا أصحاب محمد، هؤلاء ذرّيّة
[1] نقل هذه القطعة المجلسي رحمه اللّه في البحار:
45/ 62 عن كتابنا هذا. و كذا البحراني في عوالم العلوم: 17/ 306.