فبكى الحسين عليه السلام، و قال: يا بنيّ، يعزّ على محمد صلّى
اللّه عليه و آله، و على عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و عليّ[1] أن تدعوهم فلا يجيبوك، و تستغيث بهم
فلا يغيثوك.
يا بنيّ، هات لسانك،
فأخذ بلسانه فمصّه و دفع إليه خاتمه، و قال:
أمسكه في فيك و ارجع إلى
قتال عدوّك فإنّي أرجو أنّك لا تمسي حتى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ
بعدها أبدا، فرجع عليه السلام إلى القتال، و هو يقول:
فلم يزل يقاتل حتى قتل
تمام المائتين، ثمّ ضربه مرّة بن منقذ[3]
العبدي لعنه اللّه على مفرق رأسه ضربة صرعته، و ضربه الناس بأسيافهم، ثمّ اعتنق
عليه السلام فرسه، فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إربا إربا.
فلمّا بلغت الروح[4] التراقي قال
رافعا صوته: يا أبتاه، هذا جدّي رسول