تفريقا، و مزّقهم تمزيقا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاة
عنهم أبدا، فإنّهم دعونا لينصرونا، ثمّ عدوا علينا يقاتلوننا.
ثمّ صاح الحسين بعمر بن
سعد: مالك؟ قطع اللّه رحمك، و لا بارك لك في أمرك، و سلّط عليك من يذبحك بعدي على
فراشك، كما قطعت رحمي، و لم تحفظ قرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ
رفع الحسين عليه السلام صوته و تلا: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ
آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ
بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[1].
فلم يزل يقاتل حتى ضجّ
الناس من كثرة من قتل منهم، و روي أنّه قتل على عطشه مائة و عشرين رجلا، ثمّ رجع
إلى أبيه و قد أصابته جراحات كثيرة، فقال: يا أبة، العطش قد قتلني، و ثقل الحديد
أجهدني، فهل إلى شربة من ماء سبيل أتقوّى بها على الأعداء؟