[أنّ الحسين عليه
السلام دعا عمر بن سعد و أخبره بأنّه لا يفرح بعد الحسين بدنيا و لا آخرة]
ثمّ قال صلوات اللّه
عليه: ادعوا لي عمر بن سعد، فدعي له- و كان كارها لا يحبّ أن يأتيه-، فقال: يا
عمر، أنت تقتلني و تزعم أنّ الدعيّ بن الدعيّ يولّيك الريّ و جرجان، و اللّه لا
تتهنّأ بذلك أبدا، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا و لا
آخرة، و لكأنّي برأسك على قصبة قد نصبت بالكوفة، يتراماه الصبيان بالحجارة و
يتّخذونه غرضا بينهم[2].
فاغتاض[3] عمر بن سعد
من كلامه، ثمّ صرف وجهه عنه و نادى بأصحابه: ما تنتظرون؟ احملوا عليه بأجمعكم.
قال: فدعا الحسين عليه
السلام بفرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المرتجز، فركبه و عبّأ أصحابه، و
زحف إليه عمر بن سعد و نادى غلامه دريدا:
قدّم رايتك، ثمّ وضع عمر
سهمه في قوسه، ثمّ رمى، و قال: اشهدوا لي عند الأمير عبيد اللّه أنّي أوّل من رمى
الحسين، فرمى أصحابه كلّهم بأجمعهم، فما بقي أحد من أصحاب الحسين عليه السلام إلّا
أصابه من سهامهم[4].
[قتل في الحملة الاولى
من أصحاب الحسين عليه السلام خمسون رجلا]
قيل: فلمّا رموهم هذه
الرمية قلّ أصحاب الحسين عليه السلام، و بقي القوم الّذين يذكرون، و قتل في هذه
الحملة الاولى من أصحاب الحسين خمسون رجلا رحمة اللّه عليهم[5]، فعندها ضرب الحسين عليه السلام بيده
إلى