في][1] الميمنة و
الميسرة، و أحاطوا بالحسين من كلّ جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج حتى أتى
الناس فاستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا، حتى قال لهم: ويلكم ما عليكم ان تنصتوا إليّ،
فتسمعوا قولي، و إنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد.
ثمّ قال- بعد كلام
طويل-: الا إنّ الدعيّ بن الدعيّ، قد ركز بين اثنتين، بين السلّة[2] و الذلّة، و هيهات منّا آخذ الدنيّة،
أبى اللّه [ذلك][3] و رسوله،
جدود طابت، و حجور طهرت، و انوف حميّة، و نفوس أبيّة، ألا و قد أعذرت و أنذرت، ألا
إنّي زاحف بهذه الاسرة على قلّة العتاد، و خذلة الأصحاب، ثمّ أنشأ:
فإن نهزم فهزّامون قدما
و إن نهزم فغير مهزّمينا
و ما ان طبّنا جبن و لكن
منايانا و دولة آخرينا
ألا ثمّ لا تلبثون بعدها
إلّا كريث ما يركب الفرس، حتى تدور بكم [دور][4]
الرحى، عهد عهده إليّ أبي [عن جدّي][5] فاجمعوا
أمركم و شركاءكم، ثمّ كيدوني فلا تنظرون، اللّهمّ احبس عنهم قطر السماء، و ابعث
عليهم سنينا كسنين يوسف، و سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة، و لا يدع
منهم[6] أحدا إلّا
قتله [قتلة][7] بقتلة، و
ضربة بضربة، ينتقم لي و لأوليائي و لأهل بيتي منهم، فإنّهم غرّونا و خذلونا، و أنت
ربّنا، عليك توكّلنا، و إليك أنبنا، و إليك