أنّهم][1] قاتلوه قام
خطيبا في أصحابه، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: قد نزل من الأمر ما ترون، إنّ
الدنيا قد أدبرت[2] و تنكّرت، و
أدبر معروفها، حتى لم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء، أو[3] خسيس عيش كالمرعى الوبيل، أ ما ترون
الحقّ لا يعمل به، و الباطل لا يتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء اللّه، و إنّي لا
أرى الموت إلّا سعادة، و الحياة[4] مع الظالمين
إلّا برما.
[خطبة للحسين عليه
السلام في أصحابه يوم عاشوراء]
و روي عن زيد بن عليّ،
عن أبيه- بحذف الأسانيد-، قال: خطب الحسين عليه السلام أصحابه، فحمد اللّه و أثنى
عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، خطّ الموت على بني آدم خطّ[5] القلادة على جيد الفتاة، ما أو لعني
بالشوق إلى أسلافي، و إنّ لي مصرعا أنا لاقيه، كأنّي أنظر إلى أوصالي تقطّعها وحوش
الفلوات قد ملأت منّي أكرشها، رضى اللّه رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ليوفينا
اجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لحمته[6] و عترته، و
لن تفارقه أعضاؤه، و هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرّبهم[7] عينه.
و روي أنّه لمّا عبّأ
عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين عليه السلام، و رتّبهم [في][8] مراتبهم، و أقام الرايات في مواضعها،
و عبّأ [الحسين أصحابه