فقد بلغني كتابك و ما
ذكرت من أمر الحسين، فإذا ورد عليك كتابي هذا فأعرض عليه البيعة ليزيد، فإن فعل و
أجاب إلى البيعة و إلّا فائتني به، و السلام.
فلمّا ورد الكتاب على
ابن سعد قال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، أخاف أنّ ابن زياد لا يقبل العافية، و
اللّه المستعان، فلم يعرض ابن سعد على الحسين ما أرسل به ابن زياد لأنّه علم أنّ
الحسين لا يبايع يزيد أبدا[1].
قال: ثمّ جمع ابن زياد
الناس في جامع الكوفة، ثمّ خرج فصعد المنبر، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّكم بلوتم آل
أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، و هذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه حسن السيرة،
محمود الطريقة، محسنا إلى الرعيّة، يعطي العطاء في حقّه، قد أمنت السبل على عهده،
و كذلك كان أبوه معاوية في عصره، و هذا ابنه يزيد من بعده يكرم العباد، و يغنيهم
بالأموال و يكرمهم، و قد زادكم في أرزاقكم مائة مائة، و أمرني أن اوفّرها عليكم و
اخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له و أطيعوا.
ثمّ نزل عن المنبر و
وفّر للناس العطاء، و أمرهم أن يخرجوا إلى حرب الحسين عليه السلام، و يكونوا عونا
لابن سعد على حربه، فأوّل من خرج شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف، فصار ابن سعد في
تسعة آلاف، ثمّ أتبعه بيزيد بن ركاب الكلبي في ألفين، و الحصين بن نمير السكوني في
أربعة آلاف، و فلان المازني في ثلاثة آلاف، و نصر بن فلان في ألفين، فذلك عشرون
ألفا.