قال الحسن: هيهات هيهات
لشرّ ما علوت، يا ابن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان؛ بين مطيع و مكره،
فالطائع لك عاص للّه، و المكره معذور بكتاب اللّه، و حاشى للّه أن أقول أنا خير
منك فلا خير فيك، و لكنّ اللّه برّأني من الرذائل كما برّأك من الفضائل.
كتاب الشيرازي: روى
سفيان الثوري، عن واصل، عن الحسن، عن ابن عبّاس في قوله سبحانه: وَ
شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ[1] أنّه جلس الحسن بن علي
عليه السلام و يزيد بن معاوية يأكلان الرطب، فقال يزيد: يا حسن، إنّي مذ كنت
ابغضك.
فقال الحسن: يا يزيد،
اعلم أنّ إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماء ان فأورثك ذلك عداوتي، لأنّ اللّه
سبحانه يقول: وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ و شارك الشيطان
حربا عند جماعه فولد له صخر، فلذلك كان يبغض جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله.
هرب سعيد بن سرح[2] من زياد إلى
الحسن عليه السلام، فكتب الحسن إليه يشفع فيه.