[اجتماع الشيعة
بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، و خطبة سليمان فيهم، و كتابهم إلى الحسين
عليه السلام يدعونه بالمسير إليهم]
قال: و اجتمعت الشيعة
بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فلمّا تكاملوا في منزله قام فيهم خطيبا،
فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبيّ و آله، ثمّ ذكر عليّ بن أبي طالب عليه
السلام فترحّم عليه و ذكر مناقبه الشريفة، ثمّ قال:
يا معشر الشيعة، إنّكم
قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك و صار إلى ربّه، و قدم على عمله، و سيجزيه اللّه بما
قدّم، و قد قعد في موضعه ابنه يزيد اللعين، و هذا الحسين بن عليّ قد خالفه و صار
إلى مكّة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان، و أنتم شيعته و شيعة أبيه، و قد احتاج إلى
نصرتكم، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه و مجاهد و عدوّه فاكتبوا إليه، و إن خفتم
الوهن و الفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.
فقال القوم: بل نؤويه و
ننصره و نقاتل عدوّه و نقتل أنفسنا بين يديه، فأخذ سليمان بذلك عليهم عهدا و
ميثاقا انّهم لا يغدرون و لا ينكثون، ثمّ قال: اكتبوا إليه الآن كتابا من جماعتكم
انّكم له كما ذكرتم، و سلوه القدوم عليكم.
فقالوا: أ فلا تكفينا
أنت الكتاب إليه؟
فقال سليمان: لا، بل
تكتب إليه جماعتكم.
قال: فكتب القوم إليه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من سليمان بن صرد و المسيّب بن نجبة و حبيب بن مظاهر
و رفاعة بن شدّاد و عبد اللّه بن وأل و جماعة شيعته من