responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 167

فقال ابن عمر: إنّي أعلم أنّ اللّه تبارك و تعالى لم يكن ليجعل ابن بنت نبيّه على خطأ، و لكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن بالسيوف و نرى من هذا الأمر ما لا نحبّ‌[1] فارجع معنا إلى المدينة و لا تبايع أبدا، و اقعد في منزلك.

فقال الحسين عليه السلام: هيهات، إنّ القوم لا يتركوني إن أصابوني، فإن لم يصيبوني فإنّهم يطلبونني أبدا حتى ابايع أو يقتلونني، أ ما تعلم أنّ من هوان الدنيا على اللّه انّه اتي برأس يحيى بن زكريّا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل و الرأس ينطق بالحجّة عليهم فلم يضرّ ذلك يحيى بل ساد الشهداء؟ أو لا تعلم أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّا ثمّ يجلسون في أسواقهم كأنّهم لم يصنعوا شيئا فلم يعجّل اللّه‌[2] عليهم، ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام؟ اتّق اللّه- يا با عبد الرحمن- و لا تدعنّ نصرتي.

يا ابن عمر، إن كان الخروج يثقل عليك فأنت في أوسع عذر و اجلس عن القوم و لا تعجل بالبيعة لهم حتى تعلم ما يؤول الأمر إليه.

قال: ثمّ أقبل الحسين عليه السلام على ابن عبّاس، فقال: يا ابن عبّاس، إنّك ابن عمّ والدي، و لم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك، و كان أبي يستشيرك، فامض إلى المدينة في حفظ اللّه‌[3]، و لا تخف عليّ شيئا من أخبارك، فإنّي مستوطن هذا الحرم و مقيم فيه أبدا ما رأيت أهله يحبّوني‌[4] و ينصرونني فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم.

قال: فبكى ابن عبّاس و ابن عمر، ثمّ ودّعهما فسارا إلى المدينة، و أقام‌


[1] في المقتل: و ترى من هذه الامّة ما لا تحبّ.

[2] 2 و 3 لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

[3] 2 و 3 لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

[4] 4 كذا في المقتل، و في الأصل: يخيّروني.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست