[إخبار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بخلافة يزيد، و استشارة
الوليد بن عتبة لمروان بن الحكم]
و روي عن مكحول، عن أبي
عبيدة الجرّاح، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لا يزال أمر أمّتي
قائما بالقسط حتى يكون أوّل من يثلمه رجل من بني اميّة [يقال له يزيد][1].
و بإسناد متّصل بأبي ذرّ
رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: أوّل من يبدّل
ديني رجل من بني اميّة.
قال ابن أعثم: فلمّا ورد
الكتاب على الوليد بن عتبة قرأه و استرجع، ثمّ قال: يا ويح الوليد بن عتبة من
دخوله في هذه الامارة، مالي و للحسين؟ ثمّ بعث إلى مروان فدعاه و قرأ الكتاب عليه،
فاسترجع مروان، ثمّ قال: رحم اللّه معاوية.
فقال الوليد: أشر عليّ
برأيك.
فقال مروان: أرى أن ترسل
إليهم في هذه الساعة فتدعوهم إلى الطاعة و الدخول في بيعة يزيد، فإن فعلوا قبلت
ذلك منهم، و إن أبوا قدّمتهم و ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فإنّهم إن
علموا بموته و ثب كلّ واحد منهم و أظهر الخلاف و دعا إلى نفسه، فعند ذلك أخاف أن
يأتيك منهم ما لا قبل لك به، إلّا عبد اللّه بن عمر فإنّي لا أراه ينازع، فذره
عنك، و ابعث إلى الحسين و عبد الرحمن بن أبي بكر و عبد اللّه بن الزبير فادعهم إلى
البيعة، مع أنّي أعلم أنّ الحسين خاصّة لا يجيبك إلى بيعة يزيد أبدا، و لا يرى له
عليه طاعة، و اللّه إنّي لو كنت موضعك لم اراجع الحسين في كلمة واحدة حتى أضرب
عنقه، فأطرق الوليد بن عتبة، ثمّ رفع رأسه و قال: ليت الوليد بن عتبة لم يولد.