نظر في شيء منها حتى دعا الخادم بإحضار مخضب فيه ماء، ثمّ
دلكها[1]، فقلت: يا
أبا محمد، من أين هذه الكتب؟
فقال: من العراق، من عند
قوم لا يقصرون عن باطل، و لا يرجعون إلى حقّ، ثمّ قال: إنّي لست أخشاهم على نفسي و
لكن أخشاهم على ذاك- و أشار إلى الحسين عليه السلام-.
[إخبار أمير المؤمنين
و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله باستشهاد الحسين عليهما السلام]
و عن ابن عبّاس رضي
اللّه عنه: قال: أخذ بيدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا عبد اللّه بن
عبّاس، كيف بك إذا قتلنا، و ولغت الفتنة في أولادنا، و سبيت ذرارينا و نساؤنا كما
تسبى الأعاجم؟
قلت: اعيذك باللّه يا
أبا الحسن، يا ابن عمّ، لقد كلّمتني بشيء ساءني، و ما ظننت أنّه يكون، أ ما ترى
الايمان ما أحسنه، و الاسلام ما أزينه؟ أ تراهم فاعلين ذلك؟ لعلّها غير هذه
الامّة.
قال: لا و اللّه، بل هذه
الامّة، فأمرض قلبي و ساءني و صرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فخبرته
على استحياء و خوف، و شاركتني في ذلك ميمونة و كأنّي اريدها بالحديث.
فقال النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله: اللّه أكبر، من أخبرك بذلك؟
قلت: أخبرني به عليّ.
فقال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله: ائت عليّا فادعه، فإذا هو بالباب فدخل فأمره بالجلوس، فقال:
حبيبي ما لي أراك متغيّر اللون؟
قال: خيرا يا رسول
اللّه.
[1] في المقتل: دعا الخادم بالمخضب و الماء
فألقاها فيه، ثمّ دلكها.