كلمة التوحيد و التقوى، نحن أمّة محمد، و نحن بقيّة أهل الحقّ
الّذين حملنا كتاب اللّه ربّنا فحلّلنا حلاله، و حرّمنا حرامه، و أحببنا ذرّيّة
محمد فنصرناهم من كلّ ما نصرنا [به][1] أنفسنا، و
قاتلنا معهم، و قتلنا من ناواهم، فأقول لهم:
أبشروا، فأنا نبيّكم
محمد، و لقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء.
ألا و إنّ جبرئيل قد
أخبرني بأنّ أمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كربلاء، ألا فلعنة اللّه على قاتله و
خاذله آخر الدهر.
قال: ثمّ نزل عن المنبر
و لم يبق أحد من المهاجرين و الأنصار إلّا و تيقّن بأنّ الحسين عليه السلام مقتول.
[إخبار الحسن عليه
السلام و كعب الأحبار باستشهاد الحسين عليه السلام]
و لمّا لسلم كعب الأحبار
و قدم المدينة جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان و كعب
يخبرهم بأنواع الملاحم و الفتن ثمّ قال كعب: نعم، و أعظمها فتنة و ملحمة هي
الملحمة الّتي لا تنسى أبدا، و هو الفساد الّذي ذكره اللّه سبحانه في الكتب، و قد
ذكره في كتابكم بقوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ[2] و إنّما فتح
بقتل هابيل، و يختم بقتل الحسين عليه السلام[3].
روى عبد اللّه [بن عبد
اللّه][4] بن الأصمّ،
عن عمّه يزيد بن الأصمّ قال:
خرجت مع الحسن من
الحمّام، فبينا هو جالس إذ أتته إضبارة من الكتب، فما