نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 82
[ واما لخير الآخرة ] [١] فان الله تعالى يكفّر بكلّ حسنة سيئة ،
قال الله تعالى : (إِنَّ الحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)[٢] ، حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : (جَزَاءً
مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا)[٣] ، وقال : (أُولَٰئِكَ
لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)[٤] ، فارغبوا في هذا ـ يرحمكم الله ـ واعملوا له وتحاضّوا عليه.
واعلموا يا عباد الله انّ المتقين حازوا
عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في
آخرتهم ، وأباحهم الله من الدنيا ما كفاهم وبه أغناهم ، قال الله عزّ وجلّ
: (قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا
خَالِصَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[٥].
سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ، أكلوا
بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما
يأكلون ، وشربوا بأفضل ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما يلبسون ، وتزوجوا من
افضل ما يتزوجون ، وركبوا من أفضل ما يركبون ، اصابوا لذة الدنيا [ مع اهل
الدنيا ] [٦]
، وهم غداً جيران الله يتمنّون عليه فيعطيهم ما تمنّوا ، لا تردّ لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من اللذة.
فإلى هذا ياعباد الله يشتاق من كان له
عقل ويعمل بتقوى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ياعباد الله إن اتّقيتم الله وحفظتم نبيّكم في
أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد وذكرتموه بأفضل ما ذكر ، وشكرتموه بأفضل ما شكر ، وأخذتم بافضل ( الصبرو ) [٧]
الشكر ، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد ،