نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 307
الانسية ، متى قامت
في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر [١]
نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزّ
وجلّ لملائكته : ياملائكتي انظروا الى أمَتي فاطمة سيّدة النساء [٢] قائمة بين يدي ، ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت [ بقلبها ] [٣]
على عبادتي ، اشهدكم اني قد أمنت شيعتها من النار ، واني رأيتها ذكرت ما
يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقّها
ومنعت ارثها [ وكسر جنبها ] [٤]
واسقطت جنينها ، وهي تنادي : يامحمد ، فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة [ باكية ] [٥]
تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة وتتذكر فراقي اُخرى ، وتستوحش إذا جنّها
الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدتُ بالقرآن ، ثم ترى نفسها
ذليلة بعد ان كانت في ايام أبيها عزيزة.
فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره
بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يافاطمة انّ الله
اصطفاك وطهّرك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع
الراكعين ، ثمّ يبتدى بها الوجع ، فتمرض ، فيبعث الله عزّ وجلّ إليها مريم
بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علّتها ، فتقول عند ذلك : يارب إني [ قد ] [٦]
سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي ، فيلحقها الله عزّ وجلّ بي ،
فتكون أوّل من تلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليَّ محزونة مكروبة مغمومة
مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك ، اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذل [٧] من أذلها ،
وخلّد في نارك من ضرب جنبيها حتّى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين.
وأما الحسن فانه ابني وولدي و [ بضعة ] [٨] منّي وقرّة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي ، وهو سيّد شباب أهل الجنّة ، وحجّة الله على الاُمّة ، أمره أمري وقوله
قولي