نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 164
قتلته ، أو الراضون
بقتله هم جمهرة الصحابة الأخيار ، ولا يعقل أن يقف الحسنان في وجه هؤلاء وضدهم » [١].
ونقول :
١ ـ أما ما ذكره هؤلاء من أن الصحابة
الأخيار كانوا هم قتلة عثمان ، أو الراضون بقتله ، فهو صحيح ، ولكن مما لا شك فيه
، هو أنه قد كان من بينهم أيضاً بعض من ثار على عثمان ، من أمثال الزبير ، وطلحة
وغيرهما ولكن لا لأجل الانتصار للحق ، وللمظلومين ، وإنما من أجل الحصول على بعض
المكاسب الدنيوية.
٢ ـ وأما ماذكرته الرواية : من أن طلحة
والزبير قد أرسلا بإبنيهما للدفاع عن عثمان ، فهو مما لا ريب في بطلانه ، فإن
المصادر الموثوقة قد أطبقت : على أن طلحة ، والزبير ، وعائشة ، وغيرهم ، كانوا من
أشد الناس على عثمان .. ( ولا نرى حاجة لذكر مصادر ذلك ، فإنه من بديهيات التاريخ
.. ).
٣ ـ وأما أنه عليهالسلام قد ضرب الحسن عليهالسلام ، ودفع في صدر الحسين ، فهو غير صحيح
أيضاً ، فإن علياً عليهالسلام
قد كرر غير مرة : أن قتل عثمان لم يسره ولم يسؤه [٢] .. كما أنه لم يكن ليتهم الحسنين عليهماالسلام بالتواني في تنفيذ الأوامر التي يصدرها
إليهما ، وهما من الذين نصَّ الله سبحانه على تطهيرهم ، وأكد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على عظيم فضلهم ، وسامق مجدهم ، وعلى
محبته العظيمة لهم.
وأما بالنسبة للدفاع عن عثمان. فإنَّ
ثمة وجهة نظر أخرى جديرة بالتقدير ، وقمينة بأن تقدم تفسيراً صحيحاً ، ومنطلقاً
موضوعياً ومنطقياً لموقف أمير المؤمنين عليهالسلام
في هذه القضية. لا مجرد عدم توجيه أصابع الاتهام إليه عليهالسلام ، في موضوع قتل عثمان.
وملخص ما يمكن اعتباره كافياً لتبرير
دفاع أمير المؤمنين عليهالسلام
عن
[١] الإمام الحسن بن
علي عليهالسلام لآل يس ص ٥٠
/ ٥١.