نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 29
بنفقة رجل مثله ،
فعند ذاك قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لعمَّيه الحمزة والعبَّاس : « ألا
نحمل ثقل أبي طالب ، ونخفِّف عنه عياله؟
»
فجاءوا إليه وسألوه أن يسلِّمهم وِلده
ليكفوه أمرهم ، فقال لهم : دعوا لي عقيلاً وخُذوا من شئتم ، فأخذ العبَّاس طالباً
، وحمزة جعفراً ، وأخذ محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
عليَّاً عليهالسلام[١].
وانتقل عليٌّ عليهالسلام وهو في مطلع صباه إلى كفيله محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرُبِّي في حجر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يفارقه ، وكانت فاطمة بنت أسد
كالأُمِّ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكذلك كانت خديجة بنت خويلد كالأُمِّ لعليٍّ عليهالسلام.
فنشأ عليٌّ عليهالسلام في بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يرعاه وينفق عليه ، فحاز بذلك من الشرف
ما لم يحزه غيره .. فقد نشأ يستلهم من معلِّمه معالم الأخلاق والتربية الروحية
والفكرية ، وكذا دقائق الحكمة والمعرفة ، حتَّى أدرك من الحقائق ما لم يدركه بعد
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد غيره ،
حتى تطبّع بصفات كافله ، ولم تكن فيه صفة الا وهي مشدودة بصفات معلِّمه الأول
والأخير ، وما من شيء أنكره قلب محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
الا وأنكره قلب عليٍّ عليهالسلام
، وكان هذا قبل مبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأدرك التلميذ من معلِّمه العظيم حقائق
الكون ونواميس الطبيعة ، بل وأسرار الوجود ، وأصبح المثل الأعلى في جميع شمائله
وأفعاله ، وتحلَّى بأعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي والأخلاقي.