[2] في كتاب الخرائج و الجرائح[ 1: 222/ 67] عن أبي
سعيد عقيصا، قال: خرجنا مع عليّ عليه السّلام نريد صفّين فمررنا بكربلاء، فقال:«
هذا موضع الحسين عليه السّلام و أصحابه» ثمّ سرنا حتّى انتهينا إلى راهب في صومعة،
و تقطّع الناس من العطش و شكوا إلى عليّ عليه السّلام ذلك، و أنّه قد أخذ بهم
طريقا لا ماء فيه من البرّ و ترك طريق الفرات، فدنا من الراهب و هتف به فأشرف إليه
فقال:« أقرب صومعتك ماء؟» قال:
لا، فثنى رأس بغلته فنزل في موضع
فيه رمل، و أمر الناس أن يحفروا الرمل، فحفروا فأصابوا تحته صخرة بيضاء فاجتمع
ثلاثمائة رجل فلم يحرّكوها، فقال عليه السّلام:
« تنحّوا فإنّي صاحبها»، ثمّ أدخل
يده اليمنى تحت الصخرة فقلعها من موضعها حتّى رآها الناس على كفّه، فوضعها ناحية
فإذا تحتها عين ماء أرقّ من الزلال و أعذب من الفرات، فشرب الناس و سقوا و استقوا
و تزوّدوا ثمّ ردّ الصخرة إلى موضعها و جعل الرمل كما كان.
و جاء الراهب فأسلم، و قال: إنّ
أبي أخبرني عن جدّه- و كان من حواري عيسى- أنّ تحت هذا الرمل عين ماء، و أنّه لا
يستنبطها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، و قال لعليّ عليه السّلام: أتأذن لي أن أصحبك في
وجهك هذا؟ فقال عليه السّلام:« الزمني» و دعا له، ففعل، فلمّا كان ليلة الهرير قتل
الراهب فدفنه بيده عليه السّلام، و قال:« لكأنّي أنظر إليه و إلى منزله في الجنّة
و درجته التي أكرمه اللّه بها». محمّد أمين الكاظمي.