وقبل ذلك قال في عمران بن حطان : إنه
ثقة [١] مع أنه
خارجي مدح ابن ملجم [٢]
، فأي جرح في الدين أكبر من هذا؟!
وأغرب منه ان البخاري يروي في صحيحه عن
عمران بن حطان هذا [٣]!
وفي ختام هذا الفصل لابد لي من كلمة
مخلصة وهي دعوة إلى نبذ مثل هذه المواقف التي تأباها أبسط مبادئ العقل واصول الرأي
، وتعريتها وتنزيه تأريخنا ومجامعنا الروائية والرجالية منها ، فإنها لا تقل خطورة
عن الأحاديث الموضوعة والاسرائيليات التي بثت في بطون مجامعنا الروائية ، فجرح
الصالحين وكسرهم بلا ذنب اقترفوه ، وتضعيفهم وطرح رواياتهم لا لشيء إلا لأنهم
آمنوا بنصوص وردت عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بحق علي عليهالسلام ، أو لأنهم
نقلوا فضائل العترة الطاهرة وفاء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعملا بقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى )[٤] ونقل
الفضائل جزء من تلك المودة فضلا عن موالاتهم ونصرتهم ، وإن جرح هؤلاء الثقات
الأثبات وكسرهم بلا ذنب لا يقل خطورة وضررا على الدين من آثار الوضع الذي ابتليت
به السنة الشريفة.
الجوزجاني في الميزان :
نظرا إلى أن إبراهيم بن يعقوب السعدي
الجوزجاني ( ت ٢٥٦ ه ) هو أول من فتح باب الطعن والجرح لرواة أهل الكوفة ـ كما
سترى لا لشيء إلا لأنهم من أتباع
[١] تاريخ الثقات :
٣٧٣ ، الرقم ١٢٩٩ ، راجع تهذيب التهذيب : ٦ / ٢٣٥ ، الرقم ٥٣٣٨ ، سير أعلام
النبلاء : ٤ / ٢١٤ ، الرقم ٨٦ ، تهذيب التهذيب : ٦ / ٢٣٥ ، الرقم ٥٣٣٨.
[٢] راجع حول مدحه
لابن ملجم الى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي : ٤ / ٢١٤.
[٣] صحيح البخاري :
٧ / ٤٥ ، كتاب اللباس ، باب لبس الحرير ، راجع رجال صحيح البخاري للكلاباذي ت ٣٩٨
ه : ٢ / ٥٧٤ ، الرقم ٩٠٤.