إنّ المجرمين من أصناف الأشقياء ، وليس
مصيرهم بأقل قسوة من مصير الظالمين والمكذبين ويعرف أحوالهم ممّا يطرأ علىٰ
وجوههم ، لأنّ المجرم حينما يواجه جزاءه ، فالندم على عمله ، يظهر علىٰ
ملامح وجهه ، ولذلك نجد انّه سبحانه عندما يذكر المجرمين يركز علىٰ بيان
الحالات الطارئة على وجوههم ، وهذا من لطائف كلامه.
فالقرآن تارة يشير إلى يأسهم يوم
القيامة أو تحيّرهم ، يقول سبحانه : (وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُبْلِسُ المُجْرِمُونَ)[٤] ،
أي ييأسون من رحمة الله ونعمه التي يفيضها على المؤمنين ، أو يتحيّرون
وتنقطع حججهم بظهور جلائل الآيات الباهرة التي يقع عندها علم الضرورة.
وأُخرى إلى وجوههم وانّه يعلوها غبار
الغم والحزن ثمّ يعلوها سواد من كثرة الغم ، ويقول : (وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
* أُولَٰئِكَ هُمُ
الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ). [٥]