إنّ الأشقياء هم الذين يكذّبون بآيات
الله ورسله ويوم الدين ، وقد عرفوا في سورة الواقعة بأصحاب الشمال ، قال سبحانه : (وَأَمَّا
إِن كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ
مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ
جَحِيمٍ).
[١] والمراد من
المكذبين في هذه الآية هو من يكذب القرآن الكريم بسياق الآيات المتقدمة عليها ، قال سبحانه : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ * فِي
كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ
يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ
* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَبِهَٰذَا
الحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ). [٢]
وقد ذكر سبحانه جزاء الذين يكذبون بيوم
الدين ، وقال : (وَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ
يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ). [٣]
وقال : (فَوَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
* الَّذِينَ هُمْ فِي
خَوْضٍ يَلْعَبُونَ)[٤].
ومتعلّق التكذيب بحكم سياق الآيات هو يوم الدين.
ولأجل بشاعة جريمتهم لا يؤذن لهم بالنطق
بل يرسلون إلى الجحيم الذي كانوا يكذبون به ، وإلى النار التي ترمي بشرر
كالقصر ، وليس لهم غذاء إلاّ الأكل من شجرة الزقوم ، وهذه الأُمور نقرأها
في الآيات التالية :
(هَٰذَا
يَوْمُ لا يَنطِقُونَ * وَلا
يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ). [٥]