فهؤلاء يأكلون من شجر من زقوم وهو ثمر
شجر شديد المرارة ، فيملأون منها بطونهم ، ثمّ يشربون عليه شرب الحميم وهو
الماء الحار فيكون شربهم كشرب الإبل التي أصابها الهيام وهي شدة العطش فلا
تزال تشرب الماء حتى تموت ، و (هَٰذَا
نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) أي منزلهم الذي ينزلون عليه وهذا
طعامهم وشرابهم وهذا مكانهم.
إلى هنا تمّ بيان الأصناف الثلاثة الواردة
في القرآن الكريم ، أعني : السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
وإليك البحث في سائر الأصناف :
أ. الفسّاق
إنّ ظاهر سورة الواقعة هو تصنيف جميع
المحشورين في الأصناف الثلاثة الماضية ، وينحصر السعداء في السابقين وأصحاب
اليمين ، والأشقياء في أصحاب الشمال مع أنّ هناك قسماً رابعاً أو خامساً
وهم المؤمنون غير المشركين والكافرين الذين خالفوا الله باقترافهم الكبائر (
الفسّاق ) فهم يستحقون العذاب مع أنّهم ليسوا من أصحاب الشمال.
والجواب
: انّ كل من يدخل النار ، فهو من أصحاب
الشمال ، وتخصيص الكافر والمشرك والمنافق والمترف بالذكر لا يعني اختصاص
أصحاب الشمال بهم ، وانّما يعني أنّهم من المصاديق البارزة لأصحاب الشمال.