فالآية تفسر أنّ المراد (مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ
خَطِيئَتُهُ) ، هم أحبار بني إسرائيل الذين يكتبون الكتاب بأيديهم لبيعه بثمن بخس ، (فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ).
كما أنّ الآية المتأخرة واردة في حقّ
المؤمنين ، يقول سبحانه : (وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ). [٢]
فبالمقابلة بين قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) في هذه
الآية وقوله : (بَلَىٰ
مَن كَسَبَ سَيِّئَةً) في الآية المتقدمة يتضح انّ المراد هو
الكافر والمؤمن ، فالأوّل مخلّد في النار ، والمؤمن مخلّد في الجنة.
١٢. المرتكبون
للقبائح
يوعد الذكر الحكيم الذين أشركوا وقتلوا
النفس المحرّمة وزنوا بالخلود في العذاب ، يقول سبحانه : (وَالَّذِينَ
لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ
ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
* يُضَاعَفْ لَهُ
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا). [٣]
والكلام في تعيين المشار إليه في قوله :
(وَمَن يَفْعَلْ
ذَٰلِكَ) ، ففيه احتمالات ثلاثة :