السمة الثانية : الإصرار على ارتكابها
علىٰ نحو تحيط بقلوبهم وأرواحهم ونفوسهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ إحاطة الخطايا
بالروح والنفس تُسفر عن انسداد طرق الهداية أمام القلوب والأرواح والأنفس ،
فلا يستجيب لنداء الأنبياء والرسل ومثل هذا يساوق الشرك والكفر.
والدليل على أنّ المراد ليس مطلق من
اقترف الخطيئة ، انّه سبحانه يعطف على قوله : (كَسَبَ سَيِّئَةً) قوله : (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) وبيّن بذلك
أنّ هذا الإنسان صار لكثرة الذنوب والخطايا غاصّاً فيها لا يتأثر بهداية الهادين ، ونصح الناصحين.
وبعبارة
أُخرى : انّ الإنسان الغارق في الآثام والمعاصي
ينزلق ـ رويداً رويداً ـ إلى هاوية الكفر والجحود بآيات الله ورسله ، يقول سبحانه : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ). [٢]
فالآية إنذار لمن يقترف المعاصي ويظن
انّه لا يضر الإيمان ، فانّ اقتراف المعاصي شيئاً فشيئاً بلا توبة وندم بينها ربما يؤول مصيره إلى الكفر وتكذيب آيات الله.