إلى موته ، يقول
سبحانه : (لِمَ تَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ)[١] ويقول أيضاً : (إِنَّ
اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ)[٢]
، وفي آية ثالثة : (فَإِلَيْنَا
مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ)[٣].
ولا غرو في ذلك فهو سبحانه محيط
بالإنسان وهو معه أينما كان يراه ليلاً ونهاراً ، ويقف على ظواهر أعماله سرائرها وما يكمن في ضميره.
٢. أنبياء
الله
الشاهد الثاني من الشهود هم أنبياء الله
تبارك وتعالى ، يقول سبحانه : (فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلاءِ
شَهِيدًا).
[٤]
والآية تتضمن أمرين :
الأوّل
: انّ لكلّ أُمّة شهيداً ، وأمّا من هو ؟
فالآية ساكتة عنه ، ويمكن استظهار انّ المراد من الشهيد هو نبي كلّ أُمّة ، بشهادة انّه سبحانه صرّح بانّ المسيح عليهالسلام يكون شهيداً
على أُمّته ، قال سبحانه : (وَإِن مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا).
[٥]
الثاني
: انّ النبي الخاتم بحكم الآية الأُولى
شهيد علىٰ هؤلاء ، إنّما الكلام في تعيين المشار إليه ، فهل المراد انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
شاهد على الأنبياء الذين هم شهود ؟ أو شاهد على أُممهم ؟ هناك احتمالان :