فكلّ ما في صحيفة الكون من الموجودات
الإمكانية كلامه وتخبر عمّا في المبدأ من كمال وجمال وعلم وقدرة ، وبذلك يكون
العالم بموجوداته الكتاب التكويني.
وقال علي عليهالسلام
:
« يخبر لا بلسان ولهوات ، ويسمع لا بخروق
وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفّظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير
رقّة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة يقول لمن أراد كونه ، « كن » فيكون ، لا بصوت
يقرع ولا بنداء يسمع ، وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله ، لم يكن من قبل
ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً » [١].
وعلى هذين المعنيين فالتكلّم من صفات
فعله سبحانه لا من صفات الذات نعم ، حاولت الأشاعرة أن تجعل كلامه سبحانه صفة ذاته
وجاءت بنظرية معقدة غير واضحة سمّتها بالكلام النفسي ، وإليك بيانها :
٣ ـ نظرية الأشاعرة
ذهبت الأشاعرة إلى كون التكلّم من صفات الذات
بالقول بالكلام النفسي