وأمّا معناه فقد ذكر ابن فارس ل « قوم
» معنيين أحدهما : الجماعة والناس ، مثل « لا يَسخر قوم من قوم » والآخر الانتصاب
قال : وقد يكون قام بمعنى العزيمة كما يقال قام بهذا الأمر إذا اعتنقه فهم يقولون
في الأوّل قيام حتم ، وفي الآخر قيام عزم ، والظاهر أنّ المراد منه في الآية هو
المهيمن المتسلّط على كل نفس ، المحيط بها ، والحافظ لأعمالها ، وبما أنّّّ
الهيمنة على الشيء والمراقبة له يستلزم كون المراقِب قائماً منتصباً كي يسهل
تسلّطه ومراقبته ، استعير القائم بمعنى المنتصب للهيمنة والتسلّط والإحاطة.
قال سبحانه في حقّ أهل الكتاب : (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ
لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) ( آل عمران
/ ٧٥ ).
وقال : (وَالَّذِينَ
هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) ( المعارج /
٣٣ ) أي الحافظون.
والله سبحانه في هذه الآية يندّد
بالمشركين كيف يجعلون له ندّاً وشريكاً مع