قد تبيّن ممّا ذكرنا انّ علمه سبحانه
بالأشياء ذا مراتب هي :
الأُولى
: علمه سبحانه بالأشياء بنفس علمه بالذات
، وما عرفت من أنّ العلم بالذات علم بالحيثيّة الّتي تصدر بها المعاليل منه سبحانه
، والعلم بنفس الحيثيّة علم بنفس الأشياء.
وقد عرفت انّ هناك بياناً آخر لعلم الله
سبحانه بالأشياء في مرتبة الذات قبل الإيجاد والخلق ، ويرجع أصلها إلى القاعدة
الفلسفيّة : « بسيط الحقيقة كل الأشياء » والّذي معناه أنّه جامع كل كمال وجمال
ولا يشذّ عن حيطته شيء.
الثانية
: إنّ الأشياء بنفسها فعله وعلمه وانّه
لا مانع من أن يكون فعل الفاعل نفس علمه ، كما أنّ الصور المرتسمة في الذهن فعل
الذهن وعلمه ، وانّ القائم بوجوده الخارجي مرتبة من مراتب فعله.
هذا كلّه حسب البراهين الفلسفيّة
الكلامية غير أنّ الذكر الحكيم دلّ على أنّ لعلمه سبحانه مظاهر خاصّة ، عبّر عنه :