مصاديق واقعيّة في
الخارج ، غير أنّ صلة الإنسان بالخارج توفّر له مقدرة على صنعها ، وذلك مثل كثير
من المفاهيم كالمحالات والممتنعات والأرقام الرياضية بل المفاهيم الاعتبارية ـ على
ما هو محقّق في محله ـ.
تعريف العلم بوجه آخر
إنّ أصحّ التعاريف واتقنها هو أن يقال :
إنّ العلم عبارة عن « حضور المعلوم لدى العالم ».
ليس الهدف من التعريف ، التعريف الحقيقي
حتّى يؤخذ عليه بأنّه مستلزم للدور لأخذ المعرِّف ، جزءاً للمعرَّف وإنّما الهدف
الاشارة إلى واقعيّة العلم بوجه من الوجوه وإنّ ماهيّته حضور ما وقف عليه الإنسان
عند النفس فحقيقة العلم ، حضور شيء لدى شيء.
وهذا التعريف يشمل العلم بقسميه الحصولي
والحضوري.
غير أنّ الحاضر في الأوّل هو الصورة ،
ونفس المعلوم بالذات دون المعلوم بالعرض ، أي الواقعيّة الخارجيّة.
وفي الثاني نفس الواقعيّة ( الخارجية أو
الذهنية » من دون توسّط صورة بين العالم والمعلوم ، فلا ترد الاشكالات الّتي وردت
على التعريف الأوّل.
وهذا يشمل علم الإنسان بذاته ، فإنّ ذات
كلّ إنسان حاضرة لديه ، غير غائبة عنه كما هو مقرّر في أدلّة تجرّد النفس.
فالذات بما هي واقفة على نفسها تعدّ «
عالماً » ، وبما أنّها مكشوفة لنفسها غير غائبة عنها تعد « معلوماً » وبما أنّ
هناك حضوراً لا غيبوبة تتحقق ثمّة واقعيّة للعلم.
وهذا التعريف تعريف جامع يشمل كلّ أنواع
العلوم الحاصلة في الممكن والواجب ، ويدخل تحته علم النفس ، بنفس الصورة الذهنية ،
فإنّها بواقعيّتها الذهنيّة