لم يقع لفظ « عالم » وصفاً له سبحانه في
الذكر الحكيم إلاّ مضافاً تارة إلى الغيب والشهادة ، واُخرى إلى الغيب وحده ، وثالثة
إلى غيب السموات والأرض ، فقد جاء « عالم الغيب والشهادة » عشر مرّات ، و « عالم
الغيب » مرّتين ، و « عالم غيب السموات والأرض » مرّة واحدة ، والكلّ يشير إلى
علمه الوسيع لكل شيء سواء أكان مشهوداً للناس بالأدوات الحسّيّة أو كان غائباً
عنهم إمّا لامتناع وقوعه في اطار الحسّ أو لضعف الحسّ.
توضيحه : انّ الغيب يقابل الشهود فما
غاب عن حواسنا وخرج عن حدودها فهو غيب سواء أكان قابلاً للإدراك بالحواسّ كالحوادث
الواقعة في غابر الزمان ، والمتكوّنة حاليّاً ، الغائبة عن حواسّ المخبر ، أم كان
ممّا يمتنع ادراكه بالحسّ لعدم