قال ابن فارس : « الورث » أن يكون الشيء
لقوم ثمّ يصير إلى آخرين بنسب أو سبب واطلاقه على الله سبحانه بملاك الانتقال من
الإنسان إليه فقط من دون علقة النسب والسبب.
وإنّما وصفه سبحانه ب « خير الوارثين »
لأنّه اسم عامّ يطلق عليه وعلى غيره.
غير أنّ وراثته سبحانه أتم وأكمل من
وراثتهم ، ولأجل ذلك لمّا طلب زكريا وارثاً وقال : (رَبِّ لا
تَذَرْنِي فَرْدًا) الملازم لوجود ولد يرثه ذكَّر بتنزيهه
سبحانه لأنه هو الذي يرث كلّ شيء وهو المنزّه عن مشاركة غيره له في كلّ شيء حتى في
الوراثة فرفعه عن مساواة غيره وقال : (وَأَنتَ
خَيْرُ الْوَارِثِينَ) يعني : أين هذا الوارث الذي