ففي حين يصف النبي الأعظم بالرمي ، إذ
يقول بصراحة « إذ رميت » نجده يصف الله بأنّه هو الرامي الحقيقي ، وذلك لأنّ النبي
إنّما قام بما قام بالقدرة التي منحها الله له ، فيكون فعله فعلا لله أيضاً ، بل
يمكن أن يقال : إنّ انتساب الفعل إلى الله ( الذي منه وجود العبد وقوّته وقدرته )
أقوى بكثير من انتسابه إلى العبد بحيث ينبغي أن يعتبر الفعل فعلاً لله لا غير ، ولكن
شدّة الانتساب هذه لا تكون سبباً لأن يكون الله مسؤولاً عن أفعال عباده ، إذ صحيح
انّ المقدّمات الأوّلية للظاهرة مرتبطة بالله وناشئة منه إلاّ أنّه لما كان الجزء
الأخير من العلّة التامّة هو إرادة الإنسان ومشيئته بحيث لولاها لما تحققت الظاهرة
، يعدّ هو مسؤولاً عن الفعل.
الخامس والثلاثون : « الخلاّق »
وقد تبيّن حاله ممّا ذكرناه في الاسم
السابق.
السادس والثلاثون : « الخبير
»
وقد ورد لفظ الخبير في الذكر الحكيم ٤٥
مرّة وجاء اسماً له سبحانه في جميع الموارد ، واستعمل تارة مع « الحكيم » واُخرى
مع « البصير » وثالثة مع « العليم » ورابعة مع « اللطيف ».