والفرق بين البارئ والخالق ، أنّ البارئ
هو المبدئ ، المحدث ، والخالق هو المقدر الناقل من حال إلى حال [١].
وقال ابن منظور : « البارئ هو الذي خلق
الخلق لا عن مثال وقال هذه اللفظة في الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من
المخلوقات ، وقلّما تستعمل في غير الحيوان فيقال : برء الله النسمة وخلق السماوات
والأرض » [٢].
وعلى ضوء هذين النصّين يتلخّص الفرق بين
البارئ والخالق في أمرين :
١ ـ البارئ هو الخالق لا عن مثال ، والخالق
هو الأعم ، ولا يختصّ بالناقل من حال إلى حال كما هو الحال في فعل المسيح ، قال
سبحانه ناقلاً عنه : (أَنِّي
أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) ( آل عمران
/ ٤٩ ). بل هو أعمّ من ذلك بقرينة قوله سبحانه : (خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ( يونس / ٣
).
٢ ـ إنّ البارئ يستعمل في الحيوان
كثيراً دون الخالق ، ولأجل ذلك صحّ الجمع بين الخالق والبارئ في بعض الايات كما
مرّ.
السابع عشر والثامن عشر : الباطن والظاهر
ورد لفظ « الباطن » في الذكر الحكيم
مرّة واحدة ووقع وصفاً له ، قال سبحانه : (هُوَ
الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ( الحديد / ٣
).