إنّ القرآن الكريم يدعو المسلمين إلى
الاقتفاء بأثر النبي بمختلف التعابير والعبارات يقول سبحانه : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
* قُلْ
أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ
الْكَافِرِينَ)[١].
ويقول أيضاً : (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)[٢].
ويقول في آية ثالثة : (وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ
وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[٣].
كما أنّه سبحانه يندد بمن يتصور انّ على
النبي أن يقتفي الرأي العام ويقول : (وَاعْلَمُوا
أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ
لَعَنِتُّمْ)[٤].
وعصارة القول : إنّ هذه الآيات تدعو إلى
إطاعة النبي والاقتداء به بلا قيد وشرط ، ومن وجبت طاعته على وجه الإطلاق أي بلا
قيد وشرط يجب أن يكون معصوماً من العصيان ومصوناً عن الخطأ والزلل.
توضيحه
: انّ دعوة النبي تتحقّق بأحد الأمرين :
اللفظ أو العمل. والدعوة بالكتابة ترجع إلى أحدهما ، وعند ذلك فلو كان كل ما يدعو
إليه النبي بلسانه