فهذه الآية تصف تلك الصفوة من الأنبياء
بأوصاف أربعة :
١. أنعم الله عليهم.
٢. هدينا.
٣. واجتبينا.
٤. خرّوا سجّداً وبُكيّا.
ثم إنّه سبحانه يصف في الآية التالية
ذرية هؤلاء وأولادهم بأوصاف تقابل الصفات الماضية ، ويقول : (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا
الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[٢].
نرى أنّه سبحانه يصف خلفهم بأوصاف ثلاثة
تضاد أوصاف آبائهم وهي عبارة عن أُمور ثلاثة :
١. أضاعوا الصلاة.
٢. واتبعوا الشهوات.
٣. يلقون غيّاً.
وبحكم المقابلة بين الصفات يكون
الأنبياء ممن لم يضيّعوا الصلاة ولم يتّبعوا الشهوات ، وبالنتيجة لا يلقون غيّاً ،
وكل من كان كذلك فهو مصون من الخلاف ومعصوم من اقتراف المعاصي ، لأنّ العاصي لا
يعصي إلاّ لاتباع الشهوات وسوف يلقى أثر غيه وضلالته.