عَنكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[١] : إنّ الله تستمر إرادته أن يخصّكم
بموهبة العصمة بإذهاب الاعتقاد الباطل وأثر العمل السيّء عنكم أهل البيت وإيراد ما
يزيل أثر ذلك عليكم وهي العصمة [٢].
إلى غير ذلك من الكلمات التي تصرح بكون
العصمة من مواهبه سبحانه إلى عباده المخلصين ، وفي الآيات القرآنية تلويحات
وإشارات إلى ذلك مثل قوله سبحانه : (وَاذْكُرْ
عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ
* إِنَّا
أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ
* وَإِنَّهُمْ
عِندَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ
* وَاذْكُرْ
إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ)[٣] ، وقوله سبحانه في حق بني إسرائيل
والمراد أنبياؤهم ورسلهم : (وَلَقَدِ
اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
* وَآتَيْنَاهُم
مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاءٌ مُّبِينٌ)[٤].
فإنّ قوله : (إِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ
الأَخْيَارِ) وقوله : (وَلَقَدِ
اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) يدل على أنّ
النبوة والعصمة ، وإعطاء الآيات لأصحابها من مواهب الله سبحانه إلى الأنبياء ، ومن
يقوم مقامهم من الأوصياء.
فإذا كانت العصمة أمراً إلهياً وموهبة من
مواهبه سبحانه ، فعندئذ ينطرح هاهنا سؤالان تجب الإجابة عنهما ، والسؤالان عبارة
عن :
١. لو كانت العصمة موهبة من الله مفاضة
منه سبحانه إلى رسله وأوصيائهم لم تعد كمالاً ومفخرة للمعصوم حتى يستحق بها
التحسين والتحميد والتمجيد ، فإنّ الكمال الخارج عن الاختيار كصفاء اللؤلؤ ، لا
يستحق التحسين