ومن الواضح أنّ أمثال هؤلاء لا تجدي
كثرتهم شيئاً ، هذه حال المسانيد ، وأمّا أكثر المراسيل فمأخوذة من تلك المسانيد [١].
هذا توصيف إجمالي عن هذه الروايات الّتي
يستند إليها أعداء الشيعة في هذه النسبة ، ويكفي في ذلك أنّ ثلاثمائة حديث من هذه
الأحاديث ، يرويها السيّاري : ويكفي في ضعفه قول الرجالي المحقّق النجاشي : انّه
ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ، مجفو الرواية ، كثير المراسيل ، متهم بالغلو [٢].
كما أنّ كثيراً من هذه الروايات ينتهي
إلى يونس بن ظبيان الّذي وصفه النجاشي بقوله : ضعيف جداً ، لا يلتفت إلى ما رواه ،
كل كتبه تخليط [٣].
كما أنّ قسماً منه ينتهي إلى منخّل بن
جميل الكوفي وقد نص النجاشي على كونه ضعيفاً فاسد الرواية [٤].
الكافي كتاب حديث لا
كتاب عقيدة
ثم إنّ الكاتب يستند في هذه النسبة إلى
وجود روايات التحريف في الكافي ، ولكنّه غفل عن أنّ كتاب الكافي في نظر الإمامية
ليس كالصحاح في نظر أهل السنّة الذين يقولون : إنّ كل ما في البخاري صحيح ، وإنّما
هو كتاب : فيه الصحيح والضعيف والمرسل ، وما يوافق الكتاب وما يخالفه ، فلا يمكن
الاستدلال بوجود الرواية فيه على عقيدة الشيعة ، وما يلهج به علماء الحديث في حق
صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد ويقولون :